المشاركات

الله الفكْرة

صورة
                                             طالما أحببت الله كرضيع تطمئنه أمه، تخبرني أن بإمكاني فعل ذلك، أو أنني أستحق الحب، أنني لن أحيا يوماً دون أن أتجشأ من الشبع، أو دون سترة فوق كتفي، كانت هذه اللحظات تمثل سرير دافئ ومريح .. حضن صديق عزيز ..كما تخبرك حبيبتك أن كل شئ على ما يُرام .. عندما يكاد قلبك أن يشق صدرك صارخاً: "إرحمني يا الله .. فقد تعبْتُ اللهاث" .. روحاً أضناها الحِمل .. وكاد أن يفلت منها الزمام .. وما الحمول إلا على الله .. حالفني الحظ كثيراً وقد أعجبتني  فكرة أن الله يدعمني "أنا" ، أنه يخفي لي شيئا مميزاً؛  لكن عميقاً داخل قلبي كانت المُقايضة مُرضية إلى حد قريب، سوف أُتمم طقوسي وتلاواتي، وانت توفِّر لي أسباباً تجعلني أقبل نفسي؛  كنسمة ريح حادة ترضى بها فقط لأنك تصببت عرقاً، أو لتمدح ما ينفعك وتقايضه حريتك .. كحُب أصطنعته لأنك لا تقوى الكره .. ولكنك تكره بالله .. وتلفظ اسماء سميتها .. لا تعني ما عنيته .. طالما تمنيت أن تكون حبكة الحياة بسيطة ...

بيْن الله والله

صورة
                                   الله أن تسْكُن كل شئ، فتسْعَد بكل شئ ..   لم يعد شئ يشكل فارقاً، وتهيم بكل شئ رغم ذلك .. الله ألا تميل نحو أي شئ، فكل شئ يدور فيك، يكفيك أن تدور في مكانك حتى تُصاب بالله .. أنظر داخلك، الله لا يسكن عوالم غير مأهولة .. الله حيث التردد بين النعم واللا .. الله حيث تنزل النهر للمرة الثانية .. الله حيث تخلع نعليك، وتقلم أظافرك، وتحلق رأسك .. الله حيث الترك وانت موجود .. الله أن تموت وانت تنبض .. الله أن تحب الشئ والنقيض .. يجب ألا تعي الطريق لله .. الله أن تصدُق الرقص ..

غفلة عاشق

صورة
يامن أنا انت وانت أنا .. تحتجب عني بالبُعد والسنا حجابك فيك انت سدلتهُ .. غفلت عني وعنك بالدُنى أرى ظلك في كل نحو سلكته .. عاشقاً ما طال من العشق إلا وصفه ما من نحو إلى العشق منتهى .. ولا خلاص للعاشق إلا شقَّ قلبه شغلت كُلي وانت غائبٌ .. مابال الحضور بكلي فاعلٌ بل انت من غبت بالغفلة عننا .. ألست قائلا أنا انت وانت أنا

ذاتي وعثراتي

صورة
كفرت بذاتك لذاتي .. ظناً أن بذاتي حياتي نظرت لذاتي فرأيتُ .. عثرات حياتي ورهبات مماتي كفرتُ لذاتك بذاتي .. ظناً أن فيك مماتي نظرت بذاتك لذاتي .. فتُهت وسط شتاتي كفرتُ بذاتك وذاتي .. توقاً لما وراء الذاتِ ما وراء الذات وجدت شيئاً .. إلا ذاتي وذاتي كفرت بالكفر وقد علمتُ .. أني ذاتك وانت ذاتي من ذاتي لذاتي إليك المنتهى .. فلا حياتي ولا مماتي

العاهرة التي صرفت العفريت

صورة
رسم: محمد فخراني لحينٍ من الوقتْ لم تعرف أين هي ؟! .. كم لبِثت ؟! .. يغمرها شعور بالتيه ووِحدة موحشة، يفيض جسدها المنهك بعرق مُضْجِر، تقتحم رائحته صَدرها   المكشوف، من خلال ردائها الأحمر القصير؛ ظِلال شعرها الأحمر تجعل الرؤية ضبابية؛ شعرت ببرودة المعدن على معصميها فشهقت؛ جذبت يديها فلم تستطع .. هي مكبلة إذاً. أصوات حركة بدأت تنمو من حولها، كلمات من دون صوت، عبارات بلا معنى، أصوات حادة وسريعة تأتي من كل صوب، لكن داخل عقلها فقط؛ شعرت بدفعة من دون يد، ثم توالت الدفعات من كل ناحية، تعثرت فسقطت على وجهها، احكمت يد على شعرها وجذبتها للخلف فكادت أن تقتلعه، أطلقت صرخة مكتومة، حتى تبينت ما حولها. سماء غير موجودة، وأرض غير ممدودة، تطفو فوقها بركبتين داميتين، تشعر بحواف صخور غير مرئية، ليس هناك أفق، ولكنه ضيق كتابوت مغلق، آلواناً باهته، نجوم تلمع ثم فضاءٌ مُصمت، فراغ لا متناهي، ثم جمود، كأنها داخل مكعب ضخم من الثلج، لا نهار ولا ليل، جف حلقها وتجمد الدم في أوصالها، وبقيت فاغره ثغرها، وعيناها مثبتتان بلا حراك. كيانات تطفو من حولها في عشوائية موحشة، ألسنة من لهب تهيج ...

وعيْ اللحظة

تعالت صيحات قلبي المتّقِد، عندما عبست قسمات وجهي الباهت، وأتجهت -الصيحات- صوب حلقي المنتفخ؛ قبل أن يمر سؤال مستهتر غيرُ مبالٍ، يطوي التروّي والتساؤل الأحمق، فشد استهتاره الجميع حتى عم الصمت، فعندما سمعناهُ -السؤال- وجدنا أننا نعيش ما تمنيناهُ جميعا، ولكننا لم ننتبه ..

أنت وحدك

عندما تلقى الصفعات على وجهه المتورم .. محاولات شتى للإهانة .. زجر وشتم .. آثار ضرب مبرح تتزاحم على جسده .. علامات حمراء وأخرى زرقاء وبعضها داكنة تتلوى وتتشابك فوق جسده النحيل .. أرتكن في زاوية الغرفة وقد تكوًّر جسده، وأرتسمت خطوط من الدموع منبعها عينيه ومبغاها اللانهاية؛ عينان باهتتان شخصتان في اللاشئ لاترمش .. ورغم ذلك السكون البادي فالحال في عقله كان يعج بأصواتاً سائلة وأُخرى مجيبة .. استنتاجات تتبعها إجابات .. وإجابات تليها استنتاجات وكلها تصل إلى إجابة واحدة .. بأصوات عديدة منها من يصرخ ومنها من يهمس .. أصوات غاضبة وأخرى حكيمة .. جميعها تقول: أنت وحدك .. حان وقت سلسلة أخرى من الصفعات واللكمات .. لكنه هذه المرة غير خائف . كأن ليس هناك ألماً، وقف بجسده النحيل يترنح .. تلقى صفعة فلم يشعر بها، ثم دفعة فسقط أرضاً، فأنتصب مرة أُخرى .. وجد نفسه بدون جهد أو فعل ينزع ملابسه، خلع قميصه الدامي ثم بنطاله المهترئ وألقاهم بعيداً .. ثم فتح ذراعيه وهو عاري وقال : أنا وحدي ..